الزعيق والعقاب مش هو الحل
بتزعقي لإبنك وما بيفرقش معاه؟ بتعاقبيه وبيرجع يكرر نفس التصرف؟ بتكلميه بهدوء، وبرضه ما فيش فايدة؟ بدأتي تقولي لنفسك ويمكن تقولي له “ما فيش فايدة”؟ بدأتي تحسي إن مشكلة إبنك أكبر من أي حل؟ وإن إبنك محتاج حل جديد؟……. إنتي صح. صح جداً. محتاجة حل جديد. الحل ده ممكن يكون أبسط مما تتخيلي. حل ما لوش علاقة خالص بالسيطرة ولا الطاعة. وإنما الحل هو إنك تبصي لإبنك بطريقة مختلفة. شيلي من على عينيكي النظارة اللي بتشوف أخطاءه، والبسي نظارة جديدة. نظارة بتشوف الحاجات الحلوة اللي بيعملها و… “بس”. جربي تعملي كده لمدة أسبوع. ركزي على الحاجات الحلوة والحاجات اللي هو شاطر فيها. وشوفي اللي هيحصل.
هو إنت عشان باباه، تهزأه قدام الناس؟ هو إنتي عشان مامته، تزعقيله قدام الناس؟ هو إنتوا عشان بتحبوه، تبعتروا كرامته؟ تزقوه، تهددوه، تشدوا ودنه، تجروه وراكوا؟ لمجرد إن حجمكم أكبر، وعندكم السلطة تعملوا كده؟ يمكن الشخطة بتسكته، والإهانه بتخليه يسمع الكلام (عشان تبطلوا)، ويمكن التهديد بيخوفه. لكن إيه التمن؟
بقى أنا اللي مفروض أحفظ كرامته وأدافع عنه ضد أي حد، أكون أنا أقرب إنسان ليه، وأكون في نفس الوقت أول واحد يهينه ويخوفه؟ ليه؟
عشان يبطل عياط؟ ده بدل ما أحضنه؟
عشان يمشي بسرعة؟ ده بدل ما أعمل سباق معاه؟
عشان يبطل زن؟ ده بدل ما أصبر عليه وأصبره؟
عشان يبذل مجهود أكتر في المذاكرة أو في التدريب؟ ده بدل ما أشجعه؟….
الإهانة من الأهل مؤلمة أكتر من الإهانة من أي حد تاني. لإنها ما بتكونش متوقعة. وإنما المتوقع هو الحب والحنان والتفهم والدعم…… وبس
لما نعاقب أولادنا أو نزعق لهم، بيحسوا بالتوتر لإنهم بيحسوا إننا بطلنا نحبهم، ودي حاجة بتخوفهم. ولما نحس بالتوتر؛ جسمنا بيفرز هرمون إسمه الكورتيزول. الهرمون ده بيوقف قدرتنا على الفهم والتفكير. عشان كده بنلاقي أولادنا بعد ما نزعق لهم أو بعد ما يخلص العقاب، بييجوا يقولوا “أنا آسف يا ماما. مش هاعمل كده تاني” وبيرجع يعمل كدة تاني وثالث ورابع….. وعاشر. بنفتكرهم بيعاندوا أو لا مبالين. الحقيقة إنهم ما فهموش حاجة أصلا، لإن الهرمون ده لما بيعلى، كل اللي الطفل بيفكر فيه هو إزاي يخلص من الموقف ده. لكن ما بيفهمش ولا كلمة من اللي بنقوله. عشان كده لو قلتي أي حاجة في لحظة انفعال، إعتبري نفسك ما قلتيش أي حاجة. وبعد ما تهدي، خدي إبنك في حضنك واشرحي له وجهة نظرك تاني. ووضحي له إنت عايزة إيه. وتجنبي اللوم والعتاب لإنه برضه هيخليه يحس بالتوتر وهنرجع مكان ما بدأنا. بالحب وبس إبنك هيفهم وهيستوعب
هو إحنا لما نزعق لأولادنا ولما يزعلوا مننا نقول لهم “إنت اللي خليتني أزعق لك” بنعلمهم إيه؟… بنعلمهم لما حد يلومهم على غلطهم إنهم يدوروا على حد غيرهم يحملوه المسئولية. إحنا بنقول لهم كده عشان نعلمهم إنهم مسئولين عن اللي بيحصل لهم وإن أفعالهم هي اللي بتؤدي للنتائج الغير مرضية ليهم. لكن الحقيقة غير كده. الحقيقة إن أفعالنا مسئوليتنا لوحدنا وأولادنا “الصغيرين” مش مسئولين عن انفعالاتنا وإلا هنبقى بنحملهم فوق طاقتهم. وده مش عدل
اللي بيقسى على أولاده بيعمل كده عشان فاكر إن المرونة تساهل. وخايف يتساهل معاهم يفلتوا منه وما يق درش يوجههم. واللي بيتساهل مع أولاده بيعمل كده عشان فاكر الحزم قسوة، وخايف يكسرهم ويجرح مشاعرهم. خايف يسلبهم إرادتهم ويحرمهم من طفولتهم. إحنا مش مضطرين نختار بين الشدة والتساهل. كل اللي محتاجين نستخدمه خليط من الحزم والمرونة.الحزم يعني حدود واضحة، ثابتة ما بتتغيرش. والمرونة يعني اننا نحط الحدود دي بما يتناسب مع سن أولادنا وإننا نعدلها كل ما أولادنا يكبروا. الحزم هو إننا نصر إن أولادنا يتحملوا مسئولية تصرفاتهم. ونعمل ده واحنا بنحترمهم ومن غير ما نجرح مشاعرهم. والمرونة هي إننا نقدر نسمع وجهة نظرهم، ونقدر نوصل لحل وسط. الحزم مع المرونة يعني أقدر أقول “أنا عارفة إنك عايز…… ومش هينفع نعمل كده دلوقت”. يعني أرفض الطلب ولما إبني يزعل، أقدر مشاعره واستحمل غضبه وما أرجعش في كلامي. إني اتفهم إنه لما يشتم بيعمل كده عشان مش فاهم، لكن أصر أعلمه الكلمات الصح. يعني الحزم مش قسوة والمرونة مش تساهل. وإنما طرق لازم نتعامل بيها مع أولادنا عشان نربيهم من غير ما نكسرهم ولا ندلعهم.
المصدر :- عالم الأم و الطفل
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق