الثلاثاء، 19 يناير 2016

كيف نعالج مشكلة الالفاظ البذيئة عند الاطفال؟


كيف نعالج مشكلة الالفاظ البذيئة عند الاطفال؟


 من أهم وأخطر المشكلات التى تواجهها العديد من الأسر وتعاني بسببها الأمرّين مشكلة تفوه الأطفال بشتائم وألفاظ نابية لا تتحمل سماعها الآذان ولا تتصور العقول والأذهان أنها تصدر عن طفل !..
تلك الشتائم التي تطارد الأطفال وقتما وأينما وُجِدوا فإن لم يسمعوها في البيت من أحد والديهم فسيسمعونها فى 

• الحضانة أو المدرسة من خلال بعض زملاءهم نظراً لاختلاف بيئاتهم ونشأتهم وطريقة تربيتهم،
• سيسمعونها أيضاً عند ركوبهم إحدى وسائل المواصلات خاصة "الميكروباص " وغيره من المواصلات التى أدمن سائقوها وفئة من راكبيها السب واللعن والشتم لأتفه الأسباب!،
• كما سيسمعونها رغم أنوفهم من خلال وسائل الإعلام المختلفة التى تتبارى فى تقديم أعمال فنية درامية أو سينمائية أو مسرحية حافلة بالعديد من الشتائم والألفاظ النابية وأساليب الردح المختلفة، حيث يبرر مَن أعدوها وقدموها وأخرجوها إلى النور بأنهم هكذا ينقلون الواقع بأدق تفاصيله ويسلطون الضوء على كل سلبيات المجتمع لعلاجها، فضلاً عن البرامج السياسية المليئة بالتراشقات والتناحرات اللفظية والصراعات المختلفة والتى يشاهدها الآباء والأمهات لمعرفة آخر الأخبار والتطورات السياسية وبالتالى يتابعها الأطفال مجبرين فتؤثر عليهم سلباً وتلقنهم دروساً فى عدم الالتزام بأدب الحوار وعدم احترام وجهة نظر الآخرين والتطاول والهجوم على كل من يختلف معهم!
• إلى جانب مباريات كرة القدم التى أصبحت هذه الأيام بسبب المنافسة والتسابق غير الشريف أحد الأسباب الخطيرة التى ترسخ لدى الأطفال المولعين بمتابعتها ثقافة الشتائم والحركات البذيئة والسوقية التى لا تتناسب وطبيعة لعبة كرة القدم المسلية والممتعة والتى تحولت وللأسف الشديد إلى حروب تزهق على أثرها الأرواح وتُسفَك بسببها الدماء دون مراعاة لُحرمتها.

يبدأ الطفل في تعلم السباب والشتائم عند بداية مرحلة اللعب مع الآخرين حيث يتولد لديه رغبة في إظهار عدم رضاه في صورة شتائم و كلمات نابية، وعادةً ما يتلفظ الأطفال بالسباب عند اللعب مع أصدقائهم أو مع الوالدين عند الشعور بالغضب لتعبيرهم عن تمردهم وضيقهم الشديد كما يلجأ الأطفال إلى استخدام ألفاظ سوقية عند اللعب والمرح ليلفتوا ويثيروا انتباه الآخرين..
لابد أن يدرك الآباء والأمهات أن تغيير سلوك الطفل أثناء التربية يعد أمرًا صعبًا للغاية، لذا يجب أخذ هذا الأمر بالتدريج، وبالتالي يجب التحلي بالصبر والهدوء في علاج المشكلة لدى الأطفال،

ولعلاج هذه المشكلة يُنصَح باتباع الآتي:


  • عدم إبداء أي انزعاج ملحوظ عند سماع كلمة نابية من الطفل لأول مرة، حتى لا تعطي للكلمة أهمية وتأثير، مع عدم إبداء ارتياح ورضا بالابتسامة والضحك عند سماع السباب؛ لأن ذلك يولد تشجيعاً لدى الطفل بتكرار الشتائم.
  • الاستماع إلى مشكلة الطفل ومعرفة الأسباب التي دفعته لترديد تلك الكلمات السيئة مع الشرح للطفل أن هذه الكلمات النابية تزعج الآخرين مثلها فى ذلك مثل الضرب.
  • البحث عن المصادر التي يتعلم منها الطفل هذه الألفاظ البذيئة، ومحاولة إبعاده عنها وعن أصحاب السوء.
  • ربط الطفل بالله وبالثواب والعقاب مع الشرح له أن السباب والشتم يغضب الله سبحانه وتعالى.
  • تدريب الطفل على كيفية التعبير عن عدم الرضا بأسلوب مهذب ومحترم مع الصبر عليه، لأن رغبة الطفل في إشباع رغبته بإظهار عدم رضاه أقوى من أثر الضرب.
  • مُكافأة الطفل بالتشجيع والمدح عند اعتراضه بأسلوب لائق.
  •  تجنب التلفظ بألفاظ نابية أمام الأطفال، أو التصرف بشكل عصبي غير لائق.
  • استخدام كلمات وتعبيرات مقبولة للتعبير عن الأشياء السيئة أمام الأطفال.
  • معاقبة الطفل على تلفظه بالسباب من خلال جلوسه في مكان لمدة دقيقة أو اثنين، وذلك إذا لم يستجب الطفل للتنبيه بعد أربع أو خمس مرات.
  • مقاطعة الطفل عند التفوه بالسباب حتى يعتذر، ويتم ذلك بنوع من الحزم والشدة غير المفرطة.
  • في النهاية علينا أن نعي جميعاً أن لا أحد من الأطفال شتّام وبذيء بالفطرة، فكلهم مهذبون وأنقياء بطبيعتهم، وإنما نحن الكبار مَن تسببنا فى تشويه وتلويث فطرة أطفالنا بهذا الشكل المؤسف وجعلناهم يكبرون قبل أوانهم
  • وإن كانت الشتائم والألفاظ النابية لا تَمُت للكبر والنضج بصلة - بل على العكس فهى تدل على نقص وضعف الشاتم وعجزه عن المواجهة والتفاهم بأسلوب لائق ومحترم!.


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق