يريد الأهل المال ويتمنون عادة لو يملكون المزيد منه؛ لذا لا ينبغي أن تتفاجأوا حين تعلمون أن أولادكم يريدون المال أيضاً. يحتاج حتى الأولاد الصغار أن يتعلموا كيف يتعاملون مع المال بحكمة. يعطي العديد من الأهل أبناءهم مصروفاً لكن المصروف يرتبط عادة بالكثير من الشروط
قد يتوجّب على الصبي على سبيل المثال أن يقوم بكافة الأعمال المطلوبة منه على أحسن وجه وضمن المهلة المحددة ليحصل على المصروف (ما يؤدي إلى شجارات بشأن ما إذا كان العمل متقناً أو ضمن المهلة). أو ربما ينبغي أن تكون علاماته مقبولة أو أن يتصرف باحترام أو أن يتدرب على عزف البيانو يومياً. يعدّ الأهل أنظمة معقدة لربط مصروف الصبي بأدائه في الأعمال المنزلية أو المدرسة أو البيت، وغالباً ما تنهار هذه الأنظمة من تلقاء ذاتها.
يحتاج ابنك لأن يعلم أن ثمة أمور عليه أن يفعلها لأنه جزء من العائلة وحسب (وهذا ما يسمى بالمساهمة). إن دفع المال للأولاد لقاء قيامهم بالأعمال المنزلية يعلّمهم أحياناً أن يتوقعوا مكافأة مادية لقاء أيّ عمل يقومون به؛ وتصبح المكافأة محور المهمة بدلاً من المهارات التي ينبغي تعلّمها.
إليكم طريقة للتعامل مع الأعمال المنزلية والمصروف تعلّم التعاون والمسؤولية والاحترام:
قدّمي لابنك مصروفاً يتناسب مع سنه. فكّري في المبلغ بعناية... فأنت تريدين أن تعلِّميه المسؤولية وليس أن تموّلي عادة ألعاب الفيديو لديه. امنحيه المصروف كل أسبوع من دون أيّ شروط ملحقة به.
لا تسمحي له بأن يستقرض المال. إذا أراد ابنك المزيد من المال، فساعديه كي يتعلّم أنه يستطيع أن يوفّر من مصروف كل أسبوع ليجمع المبلغ الكافي لتسديد قيمة ما يريد شراءه.
اسمحي لابنك أن يقرر ما يريد أن يفعله بماله. يمكنك أن تخصصي بعض الوقت لتعلميه عن التوفير أو الإحسان أو إنفاق المال لكنه سيتعلّم أكثر من تجربته الخاصة (يمكنك أن تساعدي عبر طرح أسئلة من قبيل «ماذا كان ليحصل لو وفرت مالك بدلاً من إنفاقه؟»).
افصلي ما بين مسألة الأعمال المنزلية ومسألة المصروف. على ابنك أن يقوم ببعض الأعمال لأنه جزء من العائلة؛ وهو يتلقى المصروف لأنه بحاجة لأن يكون لديه ماله الخاص. يمكنك استخدام اجتماعات العائلة لمناقشة الأعمال المنزلية وإدارة المال.
تجنبي إنقاذ ابنك إذا ما قام بأيّ خيارات سيئة بالنسبة إلى المال. وبدلاً من إعطائه المال، ساعديه كي يضع خطة لحل مشكلته (كالقيام بأعمال إضافية مثل مجالسة الأطفال أو العمل في الحديقة لدفع مستحقاته). تذكري أن المهارات التي يتعلمها ابنك أهم من اللعبة التي يريدها.
عليك أن تجلسي مع ابنك من حين إلى آخر لتتأكدي من أن اتفاقاتكم بشأن الأعمال المنزلية والمصروف لا تزال مناسبة لكما. قد لا يحب ابنك الأعمال المنزلية أبداً لكنه سيتعلّم مهارات مهمة عندما يقوم بها.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق